بقلم: د.نرمين الحوطي
عندما نقوم بحذف حروف الزيادة من كلمة الاحترام يتبقى لدينا كلمة «حرم» والتي تعني في اللغة العربية «منع»، وإذا تبحرنا بعض الشيء في لغتنا الجميلة نجد أن كلمتنا تحتوي الكثير من المعاني ولكن جميعها ينصب في مفردة واحدة وهي «المنع».
اليوم نسلط الضوء على مفردة من مفردات المنع وهي الاحترام والتي تعني إكرام الشخص كما أتى في «المعجم الوجيز»، والإكرام ليس فقط بالإغداق على الفرد بالعطايا الثمينة ولكن الإكرام بالكلمة، ومن هنا تبدأ حروفنا معكم؟
أصبحنا نفتقد صفة الاحترام في مجتمعاتنا، تلك هي الحقيقة فيما نقرأه ونسمعه في الآونة الأخيرة، وإذا بحثنا عن مسببات تلك الظاهرة نجد من تسبب فيها هو الإنسان الذي قام بإطلاق ما منع وحجب من كلمات لا يجب التفوه بها، فأصبح الموظف يتطاول على مرؤوسه وأصبح الابن ينهر والديه وأصبح الصغير يهزأ ممن يكبره في العمر، إلى أن افتقد المجتمع كلمة «الاحترام» وأصبح الشارع هو مصدر كرامتنا.
بالأمس القريب كانت تردد على مسامعنا جملة «يعطيك العافية» أو «جزاك الله خيرا» وغيرها من الكلمات العذبة التي كانت تطرب مسامعنا وتنزل على قلوبنا السكينة بل كانت تلك الكلمات أحرفها تدعم قيمنا ومبادئنا الاسلامية وتعمل على التراحم والتواصل بين المجتمع، واليوم أصبحت الكلمة تحمل بين طيات حروفها كثيرا من الوعيد بل أصبحت الجمل ما هي إلا حروف غضب وتهديدات، تلك الكلمات التي منعت من اللغة العربية أتت بشرخ عميق في المجتمع العربي وقامت على كسر الكثير من المبادئ والقيم الاسلامية والإنسانية إلى أن أصبحنا مجتمعا وحشيا يرفض المنع والاحترام.
كلمة وما تنرد: خذ من اليوم عبرة.. وخذ من الأمس خبرة.
Nermin-alhoti@hotmail.com