بقلم: د.نرمين الحوطي
هي قصة أرسلها لي «طلال» أحد من قمت بتدريسه وأجزم بأنه أثناء دراسته تفوق على أساتذة القسم من حيث الكتابة وإبداعه بأسلوبه المتميز في كتابة القصة وبالأخص للطفل، ورغم تخرجه إلا أنه إلى الآن يوجد تواصل بيننا، وفي يوم قام ببعث رسالة لي تحت عنوان «قصة أعجبتني» وقبل أن نطرح سؤاله لي في نهاية القصة وإجابتنا عنه وجب علينا أن نقوم بكتابة القصة لكم والتي تحمل اسم «النملة المجتهدة» التي ترجمت بعدة لغات تروي سطورها:
كانت هناك نملة مجتهدة تتجه صباح كل يوم إلى عملها بنشاط وهمة وسعادة فتنتج وتنجز الكثير من العمل وعندما رآها الأسد تعمل بكفاءة متناهية دون إشراف قال لنفسه: «إذا كانت النملة تعمل بكل هذه الطاقة دون أن يشرف عليها أحد، فكيف سيكون إنتاجها لو عينت لها مشرفا؟ وهكذا قام بتوظيف الصرصور مشرفا على أداء النملة، فكان أول قرار له هو وضع نظام للحضور والانصراف، وتوظيف سكرتيرة لكتابة التقارير وعنكبوت لإدارة الأرشيف ومراقبة المكالمات التليفونية.
ابتهج الأسد بتقارير الصرصور وطلب منه تطوير هذه التقارير بإدراج رسوم بيانية وتحليل المعطيات لعرضها في اجتماع مجلس الإدارة، فاشترى الصرصور جهاز كمبيوتر وطابعة ليزر، وعين الذبابة مسؤولة عن قسم نظم المعلومات.
كرهت النملة المجتهدة كثرة الجوانب الإدارية في النظام الجديد والاجتماعات التي كانت تضيع الوقت والمجهود، وعندما شعر الأسد بوجود مشكلة في الأداء، قرر تغيير آلية العمل في القسم، فقام بتعيين الجرادة لخبرتها في التطوير الإداري، فكان أول قراراتها شراء أثاث جديد وسجاد من أجل راحة الموظفين، كما عينت مساعدا شخصيا لمساعدتها في وضع الاستراتيجيات التطويرية وإعداد الميزانية.
وبعد أن راجع الأسد تكلفة التشغيل وجد من الضروري تقليص النفقات وتحقيقا لهذا الهدف عين البومة مستشارا ماليا وبعد أن درست البومة الوضع لمدة 3 شهور رفعت تقريرها إلى الأسد توصلت فيه إلى أن القسم يعاني من العمالة الزائدة، فقرر الأسد فصل النملة لقصور أدائها وضعف إنتاجيتها.
انتهت القصة، وحان وقت الإجابة عن سؤال «طلال» والذي يقول فيه: «بصراحة ما قدرت أربط بين هذه القصة وأي وزارة أو شركة من الشركات في الكويت ولكني شعرت بأنه يوجد رابط قوي بيني وبين النملة».
كلمة وما تنرد: من الشعور تأتي الإجابة، ليس فقط أنت من يشعر بهذا الرابط، فأغلبية الموظفين لديهم نفس الشعور، فتلك هي حقيقة الروتين، وذلك هو قمع لكل مجتهد يا طلال!
nermin-alhoti@hotmail.com