د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

عجباً.. ممن يدعون الثقافة!

منذ منتصف شهر أغسطس انهالت علينا أخبار فقدان بعض أعمدة الثقافة العربية، أولهم الأستاذ رفيق الصبان، رحمه الله، وها نحن اليوم نودع أستاذنا د.أحمد عتمان، ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته، ومع مواكبة الأحداث السياسية التي طرأت على المجتمع العربي لم نجد من يقوم برثائهما إلا بعض الصحف قامت بالإشارة إليهما كخبر ثقافي، وهنا نقف ونسأل المتسلقين باسم الثقافة، أين أنتم من هؤلاء؟ بالأمس القريب عندما كنا نتصفح بعض الجرائد سواء كانت محلية أو عربية وجدنا الكثير من الأقنعة الثقافية تصرح بأن الثقافة هي صورة عاكسة للمجتمع بل وجدنا البعض من المتسلقين على أظهر الثقافة يطالبون المجتمعات بالإلمام بالثقافة العربية، واليوم أجد تلك الأفواه لم تقم بتأبين أو إصدار بيان ينعون فيه أعمدة الثقافة، والسؤال هنا: هل من فقدناهم ليسوا من الثقافة العربية؟ أم أن المتسلقين لم يطلعوا على تلك الأسماء إلى الآن؟ ومنا إلى المدعين المثقفين، الأستاذ رفيق الصبان، رحمه الله، هو أحد النقاد السينمائيين ليس على الصعيد الثقافي العربي فقط بل العالمي أيضا، كان بالفعل صورة مشرفة للثقافة العربية في دول الغرب، وأحمد الله ان حالفني الحظ وقام بتدريسي إبان مرحلة الماجستير، وتعلمت منه فنون النقد السينمائي وغرس في قلمي حرفية الكتابة لذلك الفن الجميل، فالنقد في مدرسته لا يقتصر فقط على سرد القصة إنما لا بد من حياكة المقالة بجميع عناصر السينما والدقة في التحليل بها لكي نقدر أن ننسج مقالة نقدية سينمائية تقدم للقراء وتجذبهم لحروف ما يكتبه الناقد، ذلك هو رفيق الصبان الذي يعد مؤرخا للسينما العربية والعالمية، فأين أنتم يا أصحاب الشأن عنه؟

وإذا انتقلنا لأستاذ اليونان د.أحمد عتمان، رحمه الله، فسنجد أن بصمته في المسرح الكويتي إلى الآن تضوى من خلال تلاميذه، فهو أحد مؤسسي قسم النقد المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت بجانب أنه رائد من الرواد العرب في المسرح اليوناني، وبالرغم من هذا ماذا نقول إلا عجبا ممن يدعون الثقافة!

مسك الختام: لن يقتنع الناس بحججك، بإخلاصك، بفداحة عذابك، بل يقتنعون بموتك.. «ألبير كامي».


Nermin-alhoti@hotmail.com

 

التعليق

x

إقرأ أيضا