د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

School ..Time

مع بدايات الفصل الدراسي الأول بدأت تظهر من جديد قضية ازدحام سير المركبات في الشوارع «كما أنه لو كانت بالفعل قد انتهت الأزمة» وبدأت المشاورات بين كل من الداخلية والتربية والتعليم لحل «الأزمة» دون الوصول لحلول مرضية للطرفين وهذا أمر طبيعي، وبدأت تتصاعد المشكلة بين أولياء الأمور وكيفية إيجاد حلول لها والتنسيق بين أوقات كل من ساعات العمل وبداية ونهاية اليوم الدراسي، ومن تلك النقطة ينبثق لنا ضوء أحمر يحذر بالإنذار!

«إنذار» تلك الكلمة التي تدق ناقوس العمل في مجتمعنا منذ تحرير البلاد من الغزو الغاشم إلى وقتنا الحالي، ولكن السؤال هنا: الإنذار ممن؟ الإنذار من الموظفين الذين أصبحوا يقسمون أوقات العمل الرسمية وفق احتياجاتهم الخاصة وليس وفق احتياجات العمل، نعم نحن نواجه مشكلة من أغلبية موظفي الدولة وهي «الاستهتار في ساعات العمل الرسمي» وقبل أن نتطرق للمشكلة الجديدة والتي تكمن في توصيل الطلبة للمدارس ذهابا وإيابا دعونا نستعرض لكم يوما من أيام العمل لأغلبية موظفين الدولة:

يبدأ الموظف بالذهاب إلى عمله في السابعة والنصف بسرعة البرق ليس محبة للعمل ولكن ليقف في طابور البصمة كي لا يخصم عليه يوم، وإذا وجدت واسطة، وللأسف الكثيرون يمتلكونها، يرفع عنهم البصمة أو كرت « الانصراف والحضور»، ومن ثم يذهب إلى مكتبه، وإذا كان رجلا أكمل نومته في مكتبه وإذا كانت «أنثى» تتوجه إلى دورة المياه لتكمل وضع مستحضرات تجميليها، تأخذ تلك العملية ساعة ونصف أي أصبحت الساعة التاسعة والمراجعون ينتظرون رحمة الموظفين عليهم لينجزوا لهم أعمالهم ولكن للأسف إلى الآن لم ينته الموظف من «النزهة العملية» فيقوم بطلب الإفطار الذي يكون متفقا عليه من قبل فإذا كان جميع من في الإدارة فتيات يجلبن الطعام معهن ويغلق الباب عليهن لمدة ساعة أو يقمن بالخروج لأحد المطاعم المطلة على البحر ليتناولن فطورهن، أما الذكور من الموظفين فيقتصر فطورهم على التجمع في أحد المكاتب لزميل لهم وتناول بعض السندويشات ومن ثم القهوة وعندما تحل الساعة العاشرة والنصف تدق ساعة العمل ويتعطف الموظفون على المراجعين لإنجاز بعض معاملاتهم وعند الساعة الثانية عشرة يعلن أغلبيــــة الموظفين عن انتهاء الدوام لعــدة أسباب، البعض يذهب للصلاة ومن ثم لا يعد والبعض الآخر ينشغل إما «بالواتساب أو الانستغرام» والأخريات يقمن بالاتصال من هاتف المكتب لتوفير المكالمات ببعض الأصدقاء لتبادل أخبار المجتمع، ويستمر الوضع هكذا إلى أن تأتي الساعة الواحدة ليذهب الكل ويقف في طابور الانصراف، ومن هذا اليوم التقليدي إلى أزمتنا المدرسية نسأل من يطالبون بتأجيل أو تأخير أو تغيير مواعيد الدوام: متى تنجزون أعمالكم؟

مسك الختام: قالوها أهلنا «الكحل بالعين الرمدة خسارة»!



Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا