د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

البحث عن الناردين


في الآونة الأخيرة أصابت ظاهرة الأرق وقلة النوم، الكثير من أبناء مجتمعاتنا، قد تكون لأسباب سياسية أو مادية أو اجتماعية، أو لأسباب أخرى لا يعلمها غير العقل الباطن، ومن هذا وذاك حالفني الحظ أن اجتمع في أمسية مع مجموعة من الأطباء وعلماء النفس، وكان محور حديثنا عن «قلة النوم»، والبحث عن أسبابها، وكيفية حلها، وتنظم فترات النوم لتصبح نوعا ما طبيعية.

أثناء المحاورة وتبادل الأحاديث بين المجموعة في تلك القضية نصح أحد الزملاء بتناول «زهرة الناردين» أو ما يشمل بعض المستحضرات التي يكون الناردين من تركيباتها، وهنا قطعت الحديث للاستفسار وسألت: عفوا أستاذي ما زهرة الناردين؟ فأجاب: الناردين هو السنبل الهندي وله من الأسماء الكثير تطلق عليه، منها سنابل العصافير أو سنبل الطيب أو ناردني وغيرها من الأسماء.

فسألت: هل من الممكن أن تحدثنا عنها؟ فأجاب: الناردين زهرة تنبت في أوروبا وشمال آسيا وهي زهرة تنمو فقط في المناطق الرطبة وتستخدم في الكثير من الأدوية التي تساعد على تهدئة التوتر والمساعدة على النوم بسهولة وما يميزها أن الإنسان لا يدمنها.

وهنا قطعت حديث زميلي لسؤاله: هل هي من الزهور المستحدثة؟ فأجاب: لا تلك الزهرة من النباتات القديمة وأوصى بها علماء الحضارات القديمة فعلى سبيل المثال لا للحصر نجد الطبيب ديسكورايدس وهو أحد علماء الطب الاغريقي كان ينصح بها في كتاباته العلمية لمن يشتكي من عسر الهضم، ومن يشتكي من الحالات العصبية والأرق الشائع، ونجد أيضا انه في القرن الثامن عشر تم قبول زهرة الناردين باستخدامها في تركيبات العقارات المسكنة لعلاج الاضرابات العصبية، المتعلقة بالقلق، الناتج عن الجهاز العصبي، وهذا يرجع لاحتواء زهرة الناردين على زيوت مهمة، تعمل على تهدئة الجهاز العصبي، بل تلك الزيوت تعمل على تنظيم الجهاز العصبي المركزي، بواسطة المستقبلات في المخ، ولن أطيل عليكم، فان ملخص تلك الزهرة هو انها تجعل عملية النوم مريحة للإنسان، وتساعده على أن يخلد للنوم بطريقة سهلة دون العناء، وما يميز الناردين هو أنه لا يضعف من قدرة الإنسان، ولا يؤدي للإدمان، وتقدر جميع الفئات على استخدامه، فهو زهرة كالزهور والأعشاب الأخرى، التي لها الكثير من الفوائد للإنسان، ولكن للاسف المجتمعات العربية قليل منها من يعلم بها، وهنا انتهى الحديث، والكل كانت أمنيته أن يمتلك بستانا من «الناردين».

* مسك الختام: إن لم تتألم فلن تتعلم...

وإن لم تتفهم فلن تتأقلم...

وإن لم تتروَّ فلن تتقدم.

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا