د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

فنجان قهوة.. وحديث تاريخي

بقلم : نرمين الحوطي 

أثناء تواجدي في أرض «المحروسة» شرفت بلقاء مع وزير الثقافة المصري الفنان د.أحمد فؤاد هنو، وحالفني الحظ بأن أشرب معه في مكتبه بالعاصمة الإدارية فنجان قهوة، مع حديث شائق عن التاريخ ودور المساجد من النواحي الهندسية والثقافية، وأثرها في فن العمارة عربيا وإسلاميا.

أكثر من ثلاثين دقيقة ونحن نتكلم عن الثقافة ليس فقط في مصر بل في الوطن العربي، وأثناء حديثه تفضل مشكورا بأن أطلعني على كنز! نعم كنز مكنوز بين طيات صفحات كتاب يحمل عنوان «مساجد مصر» من عام 641م إلى عام 1946م كان يحتوي على مخطوطات ومناظر ملونة وغير ملونة لأهم المساجد في مصر المحروسة مع نبذة تاريخية لكل منها مصحوبة بمساقط وقطاعات هندسية لتلك المساجد.

ولعل أجمل ما في هذا المورث التاريخي أن أغلبية صفحات الجزأين كانت كتبت بالخط اليدوي، وقد صمم هذا الكنز الإسلامي في عام 1948، ذلك الموروث والقيمة التاريخية الإسلامية أصبحت نسخة فريدة ونادرة من نوعها تقطن فقط في مكتب وزير الثقافة المصرية، والسؤال لماذا لا تتم إعادة طباعته مرة أخرى ليكون في متناول جميع الباحثين والمهتمين؟

انتهي اللقاء مع الوزير مع شكره على هذا الوقت الثمين الذي فيه من الفائدة والمعرفة الشيء الكثير، فكانت كلماته تحمل معلومات عن رموز من الثقافة وحقب التاريخ وبالأخص عن حضارتنا الإسلامية، وخرجت من العاصمة الإدارية وأثناء مغادرتي كان السؤال الذي يراودني: هذا الكنز «مساجد مصر من عام 641 إلى عام 1946» لماذا لا تعاد طباعته؟ لاسيما وأنا أعلم أن هناك هيئات كثيرة وعديدة تهتم بالتراث الإسلامي وحفظ مكوناته ومضامينه الثقافية والمعرفية، فلماذا لا تقوم تلك الهيئات أو المراكز العالمية بإعادة طباعته وترجمته؟

نعم.. هناك أهمية كبيرة لمثل هذه المصادر الغنية بما تحتويه، ولأن تلك المساجد تجسد حقبة مهمة من تاريخ الدولة الإسلامية الحديثة سواء على الصعيد التاريخي أوعلى الصعيد الهندسي أيضا، والأهمية لا تقتصر فقط في جمهورية مصر العربية بل أهميته تمتد أيضا إلى الوطن العربي والعالم الإسلامي.

«مساجد مصر» يعد مخطوطة تاريخية هندسية حضارية تحاكي حقبة مهمة في تاريخ الوطن العربي خصوصا والإسلامي عموما، فحان الوقت لأن يكون متاحا بين أيدي الجميع للاطلاع عليه، بل أجزم بأن الوقت قد حان لأن يكون جزءا لا يتجزأ من المناهج الدراسية سواء على صعيد التاريخ أو الهندسة والثقافة والفنون، نظرا لما يحمله «مساجد مصر» من وثائق مهمة تشكل مصدرا تاريخيا غنيا لفهم تلك الحقيبة.

مسك الختام: من أقوال صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة: مهمتنا هي تعزيز ثقافة التعلم والمعرفة وإلهام شعبنا للابتكار والتفوق في جميع المجالات.

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2025/09/03-09-2025/06.pdf

التعليق

x

إقرأ أيضا