د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

15 تحت الصفر

بقلم : نرمين الحوطي


أغلب من أعرفهم هم «مثلي أنا» لم يتعودوا على الجو «الجليدي» البارد! وعلى الرغم من ذلك فقد مررت بتجربة جديدة وفريدة من نوعها بكل ما تحمله من تفاصيل في أجواء «تحت الصفر»، وبعيدا عن المكان والوقت والزمان تبقى المشاعر المتكونة من هذه التجربة، والتي غالبيتها تتغذى على البعد البصري الذي يمتد بالنظر في كل جزء من تلك الطبيعة لترى الأعين ذلك الثلج الأبيض الذي لا يتوقف عن التساقط من السماء ليكسو الأرض والجبال باللون الأبيض، صورة جمالية وعطية من عطيات الله العزيز الكريم.

15 تحت صفر «فاصل» انطوى على تحقيق الكثير، وأهمها الأفكار وترتيبها كما لو أنها قامت بعمل «Refresh»، نعم قد يحتاج الإنسان إلى القيام بهذه التجربة من وقت لآخر ! ليتوقف عن التفكير في الذات الإنسانية ويتأمل طبيعة الله عز وجل فيما خلق، صمت يغلفه الهدوء النفسي، ساعات ودقائق تحمل الراحة النفسية للإنسان.

في هذه التجربة، لا يقتصر الجمال فقط على طبيعة هذا المكان بل على المجتمع الذي يسكن تلك الطبيعة، فيمتاز هذا المجتمع بالهدوء النفسي ويمتلك بجانب هذا الهدوء كما من الثقافة وبالأخص ثقافة الحوار فتمتاز لغتهم بالثبات النفسي التي تتضح من حواراتهم وكيفية انتقاء كلماتهم، ذلك ما نحتاجه في تلك الآونة.

نعم أصبحنا نفتقر لغة الحوار وثقافة الكلمات ورقيا في الأحرف لترتيب كلماتنا وتكوين جملنا الحوارية عندما نخاطب الآخر، بل أصبحنا نفتقر إلى الهدوء الشخصي والاجتماعي، أيضا أصبحنا نعيش في صخب وضوضاء لا نسمع بعضنا إلى أن أصبح مجتمعنا يحتاج إلى صدمة ويعيش ولو بعض الأيام في تلك المناطق التي تكون درجة حرارتها 15 تحت الصفر.

مسك الختام: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون - آية 2: سورة الحجرات).

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2024/01/24-01-2024/11.pdf


 
 
 

التعليق

x

إقرأ أيضا