بقلم : نرمين الحوطي
خلال الأسبوع الماضي قمت بتلبية دعوة كريمة من إحدى صديقاتي على الغداء في منزلها، صديقتي ولدت وترعرعت في الجهراء تاريخ الكويت، لن أتحدث عن جمال الجهراء وكرم أهلها، فهذا موضوع مسلم به ومعروف لدى الجميع، لكن سطور مقالنا اليوم تكتب حروفها عما شاهدته عيني أثناء قيادتي من منزلي في «القادسية» متجهة إلى منزل صديقتي، لوحة لا تحمل شوارعها وطرقها أيا من الجماليات، صورة فنية مشوهة المعالم وتفتقد لعنصر الجمال، فنجد أثناء رحلتنا الكثير والعديد من الأشجار المتناثرة والمتفارقة دون انسيابية أو نسبية بينها، ولا ننسى أن المساحة الطاغية في اللوحة كانت الصحراء، صورة بعيدة كل البعد عن الشكل الجمالي والمعماري والحضاري أيضا، فما أعلمه عن الحضارات المختلفة أنها شيدت وسجلت تاريخها من خلال فنونها ومعمارها، أما نحن فللأسف البعض منهم لم يراع التاريخ ولم يراع قيمة تلك اللوحة للوطن وأهميتها في نفوس المواطنين.
قد يقول البعض: تلك هي تربتنا وهذه هي أجواؤنا! والبعض الآخر يقول: للأسف البعض لا يعتني بمظهر الزرع والأشجار في منازلهم، وغيرها من آراء قد تكتب وتعلق على مقالنا هذا، ومن هذا وذاك تكون إجابتنا هي: أنه حان الوقت لوضع خطة وإستراتيجية كاملة متكاملة لتخضير الكويت لحماية الوطن والمواطن في المستقبل.
منذ أسابيع نشرت «كويت نيوز» تصريحا عن الدراسة التي أعدها الأستاذ المساعد في قسم الصحة البيئية والمهنية بكلية الصحة العامة ـ جامعة الكويت د.براك الأحمد، بالتعاون مع عدة مراكز بيئية عالمية تقول هذه الدراسة وتحذر:
«استمرار ارتفاع درجات الحرارة في الكويت سيؤثر سلبا على الصحة العامة»، وأشار في الدراسة إلى أن وتيرة ارتفاع درجات الحرارة منذ التسعينيات في الكويت وحتى الوقت الحالي باتت غير مسبوقة مقارنة بدرجات الحرارة في العقد الأول منذ عام 2000 إلى 2009، ومن المتوقع أن تشهد زيادة في متوسط درجات الحرارة بمقدار 1.8 إلى 2.6 درجة مئوية بحلول عام 2059، لتبلغ 2.7 إلى 5.5 درجات مئوية بحلول عام 2099، ما يعني إمكانية تجاوز درجة الحرارة مؤشر الأربعين درجة مئوية في أكثر من 4 شهور في السنة، وأوضحت الدراسة أيضا أن التعرض لدرجات الحرارة العالية يؤدى إلى تدهور الحالة الصحية لمن لديهم أمراض مزمنة، الأمر الذي قد يؤدي إلى الوفاة بشكل مباشر أو غير مباشر، متوقعا زيادة بمقدار 5% إلى 11% في نسبة الوفيات بسبب الحرارة في الكويت.
وحذر الباحثون من أنه بحلول نهاية القرن الحالي فإن 14 من كل 100 حالة وفاة في الكويت قد تكون بسبب الحرارة القاسية من التغير المناخي، وبشكل أكبر بين العاملين في الظروف القاسية.
٭ مسك الختام: انتهت الدراسة مثلها مثل الدراسات السابقة وماذا حدث؟ لا شيء! وضعت في الأدراج دون النظر لها ودون البحث عن حلول!
والسؤال لمن بيده القرار: متى ستكون الزراعة والتخضير في إستراتيجية الدولة؟ ليس على الورق فقط بل متى تفعل إذا وضعت في أولويات الإستراتيجية؟ وهل إذا فعلت سوف يستعان بأهل الخبرة والعلم لذلك؟ أم سنشاهد مرة أخرى تلك الصورة التي لا تحمل من الجماليات شيئا؟ والله من وراء القصد.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://www.alanba.com.kw/1137131/