د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الكرسي المذهب

نرمين الحوطي

عجبا لمن يجلس على كرسي مذهب والهواء البارد يهب عليه من كل جانب ورعيته يموتون من الحر وعدم تواجد شيء يجلسون عليه! سعادة المدير، ان سيدنا عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه ) عندما كان يمر ليلا ليطمئن على رعيته وسمع صوت طفل يبكي يتمزق قلبه بكاء عليه، وكيف لا يحدث هذا وديننا الحنيف دين الرحمة والحب، ولعلنا نذكر مقولة «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، ألم تفكر في لحظة حساب الله على من ترأسهم في عملك، أنا لا اقصد هنا الكل ولكن البعض من المسؤولين والمدراء، الذين يهتمون بمزايا مكتبهم وكيفية التحذلق لميادين اخرى من خلال مناصبهم، اليوم يدخل سعادة المدير المكتب فيرى التكييف عطلان، اذن اليوم كارثة عالمية، ويا ويل من حوله اذا لم يجد قهوته الفرنسية هو وحاشيته، يا ويلنا هذا يوم اسود، واراهن انه لم يتذوقها إلا عندما جلس على هذا الكرسي، مسكين كل من يجلس على كرسي مذهب لا يكون مقاسه، كأننا ألبسناه ثوبا واسعا عليه، مطرزا بالذهب ولكن الشكل مهرج.

نرجع الى سعادة المدير، يؤتى اليه باقتراح فإذا لم يجد منه الاستفادة الشخصية له يرفض طبعا، واذا وجد انه مرسوم له يا بخت الموظف مقدم الاقتراح لأنه سوف ينال الرضا السامي، ولكن لابد على الموظف ان يعرف ان هذا الرضا ما هو إلا رضا وقتي وينتظر متى سوف يقذف من الباب ولا (يوطوط) مرة أخرى مكتب المدير، الجميل أنه هو وأعوانه يتصفون بشيء وكلمة واحدة وهي والله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله، عجبا لمن يحلف ويتهم الآخرين بأخطاء هم من يرتكبوها، والحصيلة الانحدار والفساد لهذا المكان الاداري!

في مقالتي هذه أنا لا اقصد كل المدراء، لأنه يوجد من تتشرف بهم الكويت ويتشرف بهم أهل الكويت، بل يسهرون ويتعبون من أجل مصلحة الدولة واعني هذا، ولكن السؤال هنا، اين دور الجهاز الرقابي أمام هؤلاء الذين يسيئون لاسم الكويت واسم الحرية والتقدم، لابد على الدولة واعانها الله علينا ان تشكل لجان تقص لهؤلاء الذين يأخذون حقوقا ورواتب دون اعطاء الدولة حقها من العمل والتطوير، لابد ان يُكتب تقرير شهري وليس سنويا عن كل مسؤول في الكويت ليشعر بوجود جهاز رقابي ليعطي هذا حافزا اكبر للتطوير وملاحقة ومواكبة التقدم والتذكير على الدوام لما طرح في الشهر السابق هل انجز ام لم ينجز؟ ولكن التقارير السنوية اعتقد انها غير مجدية في عملية المتابعة وتدلل على ذلك كلماتي، فسوف نجد مشاريع كثيرة تطرح من مدراء ومسؤولين ونهاية العام لا ينجز إلا واحد في المائة وهي نسبة ضعيفة جدا، فلابد من وجود هذه اللجان لمتابعة هذه الفئة التي تعكس على دولتنا الحبيبة صورة سيئة للمجتمع الكويتي.

والله من وراء القصد،،،

التعليق

x

إقرأ أيضا